صفحة جزء
[ 7936 ] أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، وعبد الله بن يوسف الأصبهاني ، قالا : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي ، عن يحيى بن أبي بكير ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلى مغيربات الشمس حفظها من حفظها ، ونسيها من نسيها ، وأخبر بما هو كائن إلى يوم القيامة ، حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، فإن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، ألا فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى ، فمنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ، ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت مؤمنا ، ألا إن الغضب جمرة تتوقد في جوف ابن آدم ، ألم تروا إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ، فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فليلزق بالأرض ، ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الفيء ، وشر الرجال من كان سريع الغضب ، بطيء [ ص: 529 ] الفيء فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفيء فإنها بها ، وإذا كان بطيء الغضب بطيء الفيء فإنها بها ، ألا وإن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب ، وشر التجار من كان سييء القضاء سييء الطلب ، فإذا كان الرجل حسن القضاء سييء الطلب فإنها بها ، وإذا كان الرجل سييء القضاء حسن الطلب فإنها بها ، ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه ، ألا إن لكل غادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة ، ألا وإن أكبر الغدر غدر أمير العامة ، ألا وإن أفضل الجهاد من قال كلمة الحق عند سلطان جائر " ، فلما كان عند مغيربات الشمس ، قال : " ألا إن ما بقي من الدنيا فيما مضى منه كمثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية