1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. السبعون من شعب الإيمان "وهو باب في الصبر على المصائب وعما تنزع النفس إليه من لذة وشهوة "
صفحة جزء
[ 9281 ] وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، حدثنا الحارث بن محمد التميمي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أسيد بن حضير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار : "إنكم سترون بعدي أثرة " قالوا : فماذا تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : "اصبروا حتى تلقوني على الحوض " .

أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة .

[ ص: 204 ] قال الحليمي رحمه الله : قال الله عز وجل : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) فأخبر أن ما يصيب من زوال نعمة عليهم فإنما سببه حادث وقع منهم ، إما ترك الشكر ، وإما ارتكاب معصية ، وقد يجوز أن يكون هذا الكلام خارجا على الأغلب والأكثر ، فإذا كان هكذا فلا تجزعوا من المصيبة إذا وقعت ، فارجعوا باللوم على أنفسكم ، أو تحفظوا من الأسباب المؤدية إلى المصائب التي يمكن بحكم العادة أن تدوم كالصحة والثروة والذكر الحسن والعلم والحكمة ونحوها ، وقال : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) فيحتمل - والله أعلم - ما أصاب من مصيبة عامة ولا خاصة إلا وقد كتبها الله في اللوح المحفوظ من قبل أن يوقعها وينزلها ، فقد أعلمكم ذلك ، وبينه لكم : ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ) وتعلموا أن العطية كانت مقدرة بالوقت الذي جاورتكم فيه ، ومن أعطى شيئا إلى وقت لم ينبغي له إذا استرجع منه بعد ذلك الوقت أن يحزن ( ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي لا تأشروا وتبطروا به ، وتتكبروا على من لم يؤت مثل ما أوتيتم ؛ لأنه عارية عندكم ، وليست بملك ، فإن حقيقة الملك لله عز وجل ، وليس للمستعير أن يتمتع بالعارية ؛ لأنه لا يأمن في كل لحظة أن يسترجعها منه صاحبها ، فنعيم الدنيا كلها هكذا .

قال الإمام أحمد رحمه الله : وقد ورد في هذا ما .

[ ص: 205 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية