صفحة جزء
[ 9687 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، أخبرنا أبو عبد الله الصفار ، حدثنا أبو بكر بن [ ص: 433 ] أبي الدنيا ، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير ، حدثنا أبو داود ، عن مبارك بن فضالة ، قال : شهدت الحسن في مسجد الجامع ، وجاء رجل من فارس فقال : إني لم أجئ حتى مات سعيد بن الحسن ، قلنا : فلا نخبره قال : وكأنا قلنا أخبره فما ترك الحسن يبلغ إلى البيت حتى نعاه إليه ، قال : فما تملك الحسن أن وضع يده على الحائط ، ثم قال : دخلنا عليه ولما نفق بكى ، ومعنا بكر بن عبد الله المزني فقال : يا أبا سعيد إنك معلم هذا المصر ومؤدبهم ، وإنهم لا يرون منك اليوم شيئا إلا سعوا به عشائرهم وقبائلهم ، فتكلم الحسن ، فقال : الحمد لله الذي جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين ، فيرحم بها بعضهم بعضا ، تدمع العين ويحزن القلب ، وليس ذلك بالجزع ، إنما الجزع ما كان باللسان واليد ، الحمد لله الذي لم يجعل حزن يعقوب عليه ذنبا أن قال : ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) رحم الله سعيدا وتجاوز عن سيئاته : ( في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) ثم قال : والله ما كانت لتنزل شديدة إلا أحب أن يكون به دوني قال أبو داود : قلت للمبارك : ما كان الحسن يرد عليهم إذا عزوه قال : كان يقول : فعل الله ذلك بنا وبكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية