صفحة جزء
باب في الذب عن عرض المؤمن .

201 - أنا عبيد الله بن أبي زياد قال : نا شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، أو الصنابحي أو غيرهما قال : دخلت المسجد ، فإذا بضعة وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست [ ص: 56 ] معهم ساعة ، وكان فيهم رجل حسن الهيئة زميت لا يكاد يحدثهم بشيء حتى يسألوه عنه ، لم أعرفه ، ثم قمت لحاجة ، فأخذتني ندامة ، فلما أصبحت غدوت ألتمسهم ، فلم أجد أحدا منهم ، فمكثت حتى تعالى النهار ، وزالت الشمس ، فإذا أنا بالرجل الحسن الهيئة ، فإذا هو معاذ بن جبل ، فقلت : هذا الذي كانوا ينتهون إليه ، فعمد إلى سارية فصلى ، فقمت إلى جنبه ، فصليت ركعتين ، ثم جلست ، فظن أن بي حاجة ، فصلى ثم انصرف ، فجلست بينه وبين القبلة مستقبله ، فمكثت ساعة لا أسأله عن شيء ، ولا يحدثني شيئا ، فقلت : ألا تحدثني رحمك الله ؟ ، فوالله إني لأحبك لجلال الله ، وأحب حديثك قال : الله إنك لتحبني لجلال الله ، وتحب حديثي ؟ ، فقلت : والله إني لأحبك لجلال الله وأحب حديثك ، فقالها ثلاثا ، فأخذ بحبوتي حتى مست ركبتي ركبته ، ثم قال : أبشر إن كنت صادقا ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الذين يتحابون لجلال الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله " ، فقمت من عنده فرحا بها ، فلقيت عبادة بن الصامت ، فقلت : إن معاذا حدثني كذا وكذا ، أفسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، يروي عن ربه أنه قال : " حقت محبتي للذين يتحابون في ، وحقت محبتي للذين يتجالسون في ، وحقت محبتي للذين يتباذلون في ، وحقت محبتي للذين يتصافون في " .

التالي السابق


الخدمات العلمية