صفحة جزء
534 - أخبركم أبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر الوراق قالا : أخبرنا يحيى قال : حدثنا الحسين قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن خالد بن عمير العدوي قال : خطبنا عتبة بن غزوان ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بصرم ، وولت حذاء ، فإنه لم يبق منها إلا صبابة كصبابة [ ص: 189 ] الإناء يصطبها صاحبها ، وأنتم تتنقلون منه إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ، فإنه قد ذكر لنا : أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ، لا يدرك لها قعرا ، والله لتملأن ، فعجبتم ، وقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام ، ولقد رأيتني وإني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما لنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى قرحت أشداقنا ، والتقطت بردة ، فاشتققتها بيني وبين سعد بن مالك ، واتزرت بنصفها واتذر بنصفها ، فما أصبح منا اليوم أحد حيا إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار ، فإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما ، وعند الله صغيرا ، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت حتى تصير عاقبتها ملكا ، وستبلون ، أو ستجربون الأمراء بعدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية