صفحة جزء
576 - قرأ الشيخ أبو محمد ظاهر النيسابوري ، على الشيخ الثقة أبو محمد حسن بن علي بن محمد الجوهري ببغداد بباب المراتب حرسها الله غداة يوم الإثنين تاسع عشرين جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، قال أخبركم أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه ، وأبو بكر محمد بن إسماعيل قراءة على كل واحد منهما وأنت حاضر تسمع قالا : أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال ، حدثنا الحسين قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا محمد بن أبي ذئب ، عن مسلم بن جندب ، عن أسلم مولى عمر قال : قدم عليه معاوية بن أبي سفيان ، وهو أبيض وأبض الناس وأجملهم ، فخرج إلى الحج مع عمر بن الخطاب ، فكان عمر بن الخطاب ينظر إليه ، فيعجب له ، ثم يضع أصبعه على متنه ، ثم يرفعها عن مثل الشراك ، فيقول : بخ بخ ، نحن إذا خير الناس إن جمع لنا خير [ ص: 203 ] الدنيا والآخرة ، فقال معاوية : يا أمير المؤمنين ، سأحدثك إنا بأرض الحمامات والريف ، فقال عمر : سأحدثك ما بك ، إلطافك نفسك بأطيب الطعام ، وتصبحك حتى تضرب الشمس متنك ، وذوو الحاجات وراء الباب ، قال : فلما جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها ، فوجد عمر منها ريحا كأنه ريح طيب ، فقال : يعمد أحدكم فيخرج حاجا تفلا حتى إذا جاء أعظم بلدان الله : حرمه ، أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما ، فقال معاوية : إنما لبستهما لأن أدخل فيهما على عشيرتي أو قومي ، والله لقد بلغني أذاك ههنا وبالشام ، والله يعلم لقد عرفت الحياء فيه ، ونزع معاوية الثوبين ، ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية