صفحة جزء
694 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الحسين قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه إذ قال : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " ، قال : فاطلع رجل من الأنصار ، تنطف لحيته من ماء وضوئه ، معلق نعليه بيده الشمال ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " [ ص: 242 ] ، فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما كان من الغد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " ، فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال له : إني لاحيت أبي ، فأقسمت إني لا أدخل عليه ثلاث ليال ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت ، قال : نعم ، قال أنس : فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ثلاث ليال ، فلم يره يقوم من الليل بشيء ، غير أنه إذا تقلب على فراشه ذكر الله ، وكبره حتى يقوم لصلاة الفجر ، فيسبغ الوضوء ، قال عبد الله : غير أنى لا أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث الليالي ، وكدت أن أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ، ولا هجر ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات في ثلاثة مجالس : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " ، فاطلعت أنت في تلك الثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك ؛ فأنظر ما عملك ؟ فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت ، فانصرفت عنه ، فلما وليت ، دعاني ، وقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين ، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه ، فقال له عبد الله بن عمرو : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا نطيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية