صفحة جزء
1238 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا خلف بن خليفة الأشجعي ، حدثنا إسحاق البصري ، عن عنبسة الخواص قال : لما قدم عبد الله بن عامر أميرا على البصرة قال : يا أهل البصرة اكتبوا لي من كل خمسة رجلا من القراء أشاورهم [ ص: 181 ] في أمري وأطلعهم على سري وأستعين بهم على ما ولاني الله عز وجل ، قال : فكتب له زياد بن مطر العدوي ، وكان قد بلي حتى ذهب بصره وكتب له غزوان من بني رقاش ، وكان قد حلف أن لا يضحك حتى يعلم حيث يصيره الله عز وجل قال : قال الحسن : والله ما ضحك حتى لحق بالله ، وكتب له جابر بن أشتر من غطفان ، قال عبد الله : قال أبي غير حسين قال : أشتر بن جابر ، وكتب له عامر بن عبد قيس العنبري ، وكتب له النعمان بن شوال العبدي ، فلما دخلوا عليه قال : أنتم القراء قد أمرت لكم بألفين ألفين وكذا وكذا جريب فأجابه النعمان بن شوال ، وكان من أسن القوم وخلوه والجواب ، وكان قد ولوه أمرهم فقال له : أيها الأمير ألنا خاصة أم لأهل البصرة عامة قال : بل لكم خاصة ولا يسع هذا المال أهل البصرة قال : فتقول ما نقول صدقة فإن كان صدقة فلا يدخل لنا بطونا ولا يعلو لنا جلودا وإنما يأخذ العامل ثمن عمله وإنما نعمل لربنا عز وجل فلا حاجة لنا فيما عندك ، فقال له ابن عامر : ألا أراك طعانا ، اخرج من عندي قال : أما إنك ما عهدتني للأمراء زوارا قال : ثم أقبل إلى عامر فقال : قد أمرت لك بألفين وكذا وكذا جريب قال : انظر المكاتبين الذين هم على أبواب المسجد هم أفقر إليها مني قال : إني قد أمرت أن لا تحجب لي عن باب قال : عليك بسعيد بن قرحى هو أغشى للأمراء مني قال : انظر أي امرأة شئت بالبصرة أزوجكها ، ولم يكن تزوج قط قال : أيها الأمير أرأيت الرجل إذا كان له امرأة وولد يشغل ذلك قلبه ؟ قال : نعم قال : فلا حاجة لي فيه ، أجعل الهم هما واحدا حتى ألقى ربي عز وجل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية