صفحة جزء
158 - حدثنا عبد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري قال : " صحب سلمان رضي الله عنه رجل من بني عبس ليتعلم منه قال : وكان لا يستطيع أن يفضله في عمله ؛ إن عجن خبز ، وإن سقى الركاب هيأ العلف للدواب قال : حتى انتهى إلى دجلة ، وهي تطفح قال : قال له سلمان : انزل فاشرب قال فشرب قال له : ازدد فازداد قال : كم تراك نقصت منها قال : فقال : ما عسى أن ينقص من هذه ، قال : فقال سلمان : فكذلك العلم ؛ تأخذ منه ولا تنقصه قال مرة : ولا ينقص فعليك بما ينفعك قال : فعبرنا إلى نهر دن ، فإذا الأكداس عليه من الحنطة ، والشعير ، فقال : يا أخا بني عبس ، أما ترى الذي فتح خزائن هذه علينا كان يراها ومحمد صلى الله عليه وسلم حي ؟ قال : قلت : بلى قال : فوالذي لا إله غيره ، لقد كنا نمسي ونصبح ، وما فينا قفيز من قمح ، قال : ثم سار حتى انتهى إلى جلولاء ، فذكر ما فتح الله عز وجل عليهم فيها من الذهب والفضة ، فقال : يا أخا بني عبس ، أما ترى الذي فتح هذه علينا كان يراها ومحمد حي ؟ قال : قلت : بلى قال : فوالذي لا إله غيره ، لقد كانوا يمسون ويصبحون وما فيهم دينار ولا درهم " . [ ص: 28 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية