صفحة جزء
425 - حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا إسماعيل بن عبد السلام حدثني عبد الصمد بن معقل ، حدثني وهب بن منبه أن حزقيل ، كان فيمن سبا بختنصر مع دانيال ببيت المقدس ، فزعم حزقيل أنه كان نائما على شاطئ الفرات ، فأتاه ملك ، وهو نائم ، فأخذ برأسه ، فاحتمله حتى وضعه في خزانة بيت المقدس ، قال : فرفعت رأسي إلى السماء ، فإذا السماوات منفرجات دون العرش ، قال : فبدا لي العرش ، ومن حوله ، فنظرت إليهم من تلك الفرجة ، فإذا العرش إذ نظرت إليه مظلا على السماوات والأرض ، وإذا نظرت إلى السماوات والأرض رأيتهن معلقات ببطن العرش ، وإذا الحملة أربعة من الملائكة ، لكل ملك منهم أربعة وجوه : وجه إنسان ، ووجه نسر ، ووجه أسد ، ووجه ثور ، فلما أعجبني ذلك منهم ، نظرت إلى أقدامهم ، فإذا هم في تخوم الأرض ، على عجل تدور لها أعين ، قال : وإذا ملك قائم بين يدي العرش له ستة أجنحة ، لها لون كلون فرع ، فلم يزل ذلك مقامه ، منذ خلق الله عز وجل الخلق إلى أن تقوم الساعة ، فإذا هو جبريل .

قال : وإذا ملك أسفل من ذلك ، أعظم شيء رأيته من الخلق ، قال : فإذا هو ميكائيل ، وهو خليفة على ملائكة السماء ، وإذا ملائكة يطوفون بالعرش ، منذ خلق الله عز وجل الخلق إلى أن تقوم الساعة ؛ يقولون : قدوس ، قدوس ، ربنا الله ، الذي ملأت عظمته السماوات والأرض ، وإذا ملائكة أسفل من ذلك ، لكل ملك منهم ستة أجنحة ؛ جناحان يستر بهما وجهه من النور ، وجناحان يغطي بهما جسده ، وجناحان يطير بهما ، وإذا هم الملائكة المقربون ، قال : وإذا ملائكة أسفل من ذلك ؛ منهم الساجد ، ومنهم القائم ، لم يزالوا كذلك منذ خلق الله الخلق ، إلى أن تقوم الساعة ، قال : وإذا ملائكة أسفل من ذلك ؛ سجود منذ خلق الله الخلق ، إلى أن ينفخ في الصور ، رفعوا رؤوسهم ، فإذا نظروا إلى العرش ، قالوا : سبحانك ، ما كنا نقدرك حق قدرك ثم رأيت العرش تدلى من تلك الفرجة ، فكان قدرها ، ثم أفضى بي إلى ما بين السماء والأرض ، وكان ملء ما بينهما ، ثم دخل من باب الرحمة ، فكان [ ص: 70 ] قدره ، ثم أفضى بي إلى المسجد ، فكان قدره ، ثم وقع على الصخرة ، فكان قدرها ، ، قال : يا ابن آدم ، قال : فصعقت ، وسمعت صوتا لم أسمع مثله قط ، قال : فذهبت أقدر ذلك الصوت ، فإذا قدره كعسكر اجتمعوا ، فأجلبوا بصوت واحد ، وكيفية اجتمعت ، فتدافعت ولقي بعضها بعضا ، أو هو أعظم من ذلك ، قال حزقيل : فلما صعقت قال : أنعشوه ؛ فإنه ضعيف ، خلق من ضعف ثم قال : اذهب إلى قومك ، فأنت طليعتي عليهم ؛ كطليعة الجيش ، من دعوته منهم ، فأجابك ، واهتدى بهداك ، فلك مثل أجره ، ومن غفلت عنه ، حتى يموت ضلالا ، فعليك مثل وزره ، لا يخفف ذلك من أوزارهم شيئا .

قال : ثم عرج بالعرش ، واحتملت ، حتى رددت إلى شاطئ الفرات ، فبينا أنا نائم على شاطئ الفرات ، إذ أتاني ملك فأخذ برأسي ، فاحتملني ، حتى أدخلني جنب بيت المقدس ، فإذا أنا بحوض ماء ، لا يجوز قدمي ، قال : ثم أفضيت منه إلى الجنة ، فإذا شجرها على شطوط أنهارها ، وإذا هو شجر لا يتناثر ورقه ، ولا يفنى ثمره ، وإذا فيه الطلع ، والغض ، والينيع ، والقطيف ، قال : قلت : فما لباسها ؟ قال : هو ثياب كنبات الجوز ؛ ينفلق عن أي لون شاء صاحبه قلت : ما أزواجها ؟ قال : فعرضن علي ، فذهبت لأقيس حسن وجوههن ، فإذا هن لو جمع الشمس والقمر ، كان وجه إحداهن أضوأ منهما ، وإذا لحم إحداهن لا يواري عظمها ، وإذا عظمها لا يواري مخها ، وإذا هي إذا نام عنها صاحبها ، استيقظ وهي بكر ، قال : فعجبت من ذلك ، قال حزقيل : فقيل لي : أتعجب من هذا ؟ قال : قلت : وما لي لا أعجب ؟ قال : فإنه من أكل من هذه الثمار التي رأيت خلد ، ومن تزوج من هذه الأزواج انقطع عنه الهم والحزن ، قال : ثم أخذ برأسي ، فردني إلى حيث كنت ، قال حزقيل : فبينا أنا نائم على شاطئ الفرات ، إذ أتاني ملك ، فأخذ برأسي ، فاحتملني ، حتى وضعني في بقاع من الأرض ، قد كانت معركة ، وإذا فيه عشرة آلاف قتيل ، قد بددت الطير والسباع لحومهم ، وفرقت بين أوصالهم .

ثم قال لي : إن قوما يزعمون أنه من مات منهم ، أو قتل فقد انفلت مني ، وذهبت عنه قدرتي ، فادعهم ، قال حزقيل : فدعوتهم ، فإذا كل عظم قد أقبل إلى مفصله الذي منه انقطع ؛ ما الرجل بصاحبه بأعرف من العظم بمفصله الذي فارقه ، حتى أم بعضها بعضا ، ثم نبت عليها اللحم ، ثم نبتت العروق ، ثم انبسطت الجلود ، وأنا أنظر إلى ذلك ، ثم قال : ادع لي أرواحهم ، قال حزقيل : فدعوتها ، قال : فإذا كل روح قد أقبل إلى جسده الذي فارق ، قال : فلما جلسوا ، قال : سلهم فيما كنتم ؟ قالوا : إنا لما متنا ، وفارقتنا الحياة لفينا ملكا يقال له : ميكائيل ، فقال : هلموا أعمالكم ، وخذوا أجوركم كذلك سنتنا فيكم ، وفيمن كان قبلكم ، وفيمن هو كائن بعدكم ، قال : فنظر في أعمالنا ، فوجدونا نعبد الأوثان ، فسلط الدود على أجسادنا ، وجعلت الأرواح تألمه ، وسلط الغم على أرواحنا وجعلت أجسادنا تألمه ، فلم نزل كذلك نعذب ، حتى دعوتنا ثم احتملني ، فردني حيث كنت " .

التالي السابق


الخدمات العلمية