صفحة جزء
1091 - حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن محمد بن عجلان ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل ، أن الناس تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلحقته ، فلما سمع حسي قال : " من هذا ؟ ابن جبل ؟ " قال : قلت : نعم ، يا رسول الله ، قال : " أين الناس ؟ " قلت : تخلفوا عنك ، وظنوا أنه ينزل عليك ، وكانت لي حاجة فأسرعت لها . قال : " وما هي ؟ " قال : قلت : أخبرني بعمل الجنة ؟ قال : " بخ بخ ، سألت عن . [ ص: 531 ] عظيم وإنه ليسير على من يسره الله (عليه : ) تعبد الله ، ولا تشرك به شيئا ، وتصلي الصلاة المكتوبة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، ألا أنبئك برأس هذا الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قال : رأسه الإسلام ، (فمن أسلم ، سلم) ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ، ألا أنبئك بأبواب الخير : الصيام جنة ، والصدقة تمحو الخطيئة ، وقيام العبد في جوف الليل لله . قال : ثم تلا هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} ، حتى فرغ منها ، ألا أنبئك بأملك الناس من ذلك ، فأشار إلى لسانه ثلاثا ، قال : فقلت : وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به ؟ فضرب منكبي ، ثم قال : " ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا هذا اللسان ، إنك ما سكت سلمت ، وإذا تكلمت فلك أو عليك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية