صفحة جزء
459 - حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن رجل ، من أهل صنعاء ، عن ابن منبه قال : " مر رجل على راهب ، فقال : يا راهب ، كيف ذكرك للموت ؟ قال : ما أرفع قدما ، ولا أضع أخرى إلا رأيت أني قد مت . قال : كيف دأب نشاطك ؟ قال : ما كنت أرى أن أحدا سمع بذكر الجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يصلي فيها . قال : فقال الرجل إني لأبكي في سجودي حتى ينبت البقل من دموع عيني . قال : فقال الراهب إنك إن تضحك وأنت معترف لله بخطيئتك خير لك من أن تبكي وأنت مدل بعملك إن صلاة المدل لا تصعد فوقه . قال : فقال له الرجل : أوصني قال : ازهد في الدنيا ولا تنازعها أهلها وكن فيها كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا ، وإن وضعت وضعت [ ص: 265 ] طيبا ، وإن وقعت على عود لم تكسره ولم تضره ، وانصح لله كنصح الكلب لأهله ؛ فإنهم يضربونه ويطردونه ويجيعونه ويأبى إلا أن يحيط بهم نصحا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية