صفحة جزء
657 - حدثنا المحاربي ، عن مطرح بن يزيد ، عن عبيد الله بن زحر ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : بينما عمر جالس في أصحابه إذ أتى بقميص له كرابيس فلبسه فما جاوز بتراقيه حتى قال : الحمد لله الذي كساني ما أواري [ ص: 351 ] به عورتي وأتجمل به في حياتي ، ثم أقبل على القوم ، فقال : هل تدرون لم قلت هؤلاء الكلمات ؟ قالوا : لا إلا أن تخبرنا قال : فإني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أتي بثياب له جدد فلبسها ، ثم قال كما ذكرت لكم ، ثم قال : " والذي بعثني بالحق ما من عبد مسلم كساه الله ثيابا جددا فعمد إلى سمل من أخلاق ثيابه ، فكساها عبدا مسلما لا يكسوه إلا كان في حرز الله وفي جوار الله وفي ضمان الله ما كان عليه منها سلك حيا وميتا حيا وميتا " . قال : ثم مد عمر كم قميصه فأبصر فيه فضلا عن أصابعه ، فقال لعبد الله بن عمر : أي بني ، هات الشفرة أو المدية ، فقام فجاء بها فمد كم قميصه على يده ، فنظر ما فضل عن أصابعه فقده . ، فقال أبو أمامة : قلنا يا أمير المؤمنين ، ألا نأتي بخياط يكف هدبه ؟ قال : لا . قال أبو أمامة : فلقد رأيت عمر بعد ذلك وإن هدب القميص لمنتشر على أصابعه ما يكفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية