صفحة جزء
134 - حدثنا حميد ، وحدثنيه الحسين بن الوليد ، عن شريك بهذا الإسناد نحوه .

(قال) أبو عبيد : فأرى عمر إنما تأول هذه الآية في أهل الكتاب ، وهو أشبه بالتأويل . والله أعلم .

غير أنا لم نجد في أمر المجوس شيئا يبلغه علمنا ، إلا الاتباع لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والانتهاء إلى أمره ، فالجزية مأخوذة من أهل الكتاب بالتنزيل ، ومن المجوس بالسنة ، ألا ترى أن عمر لما حدثه عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أخذها منهم انتهى إلى ذلك ، وقبلها منهم ، وهو قبل ذلك يقول : ما أدري ما أصنع بالمجوس ، وليسوا بأهل كتاب . ولا أراه كتب إلى جزء بن معاوية بما كتب من نهيهم عن الزمزمة ، والتفريق بينهم وبين جرائمهم ، إلا قبل أن يحدثه عبد الرحمن بالحديث ، فلما وجد الأثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتبعه ، ولم يسأل عما وراء ذلك ، حتى أخذها من مجوس فارس ، ولم يكتب بأمرهم بتفريق ، ولا نهى عن زمزمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية