صفحة جزء
140 - حدثنا حميد أنا يونس بن يحيى ، عن محمد بن إدريس الشافعي ، عن ابن عيينة ، عن أبي سعيد بن مرزبان ، عن نصر بن عاصم قال : قال فروة أو قرة بن نوفل الأشجعي : علام تؤخذ الجزية من المجوس ، وليسوا بأهل كتاب ؟ فقام إليه المستورد فأخذ بلببه فقال : يا عدو الله ، تطعن على أبي بكر وعمر ، وعلي أمير المؤمنين ، يعني عليا وقد أخذوا منهم الجزية ، فذهب به إلى القصر ، فخرج علي عليهما فقال : " البدا " (قال حميد : البدا ، الزقا بالأرض) ، فجلسا في ظل القصر ، فقال : علي ، أنا أعلم الناس بالمجوس ، كان لهم علم يعلمونه وكتاب يدرسونه ، وإن ملكهم سكر ، فوقع على ابنته أو أخته ، فاطلع عليه بعض أهل مملكته ، فلما صحا ، جاؤوا يقيمون عليه الحد ، فامتنع منهم فدعا أهل مملكته ، فقال : أتعلمون دينا خيرا من دين آدم - عليه السلام - ؟ وقد كان ينكح بنية من بناته . فأنا على دين آدم . ما يرغب بكم عن دينه ؟ فتابعوه وقاتلوا الذين خالفوهم ، حتى قتلوهم ، فأصبحوا وقد أسري على كتابهم ، فرفع من بين أظهرهم ، وذهب العلم الذي في صدورهم فهم أهل الكتاب ، وقد أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر منهم الجزية " [ ص: 150 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية