صفحة جزء
2043 - أخبرنا حميد أنا محمد بن يوسف ، ثنا محرز البصري ، عن الحسن ، في قوله : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) قال : " الفقير : هو الذي لا يسأل ، فإن أعطي شيئا أخذ ما يكتفي به ، والمسكين : هو الذي يسأل إذا احتاج ، فإذا أصاب ما يكتفي به أمسك ، ( والعاملين عليها ) كان يجعل للرجل منهم قوته ، وحملان رجليه ، إذا كانت الصدقة مفترقة حتى يجمعها ، ويكون هو يتجر بذلك على المسلمين ، ( والمؤلفة قلوبهم ) قال : كان أناس من الفقراء يجتمعون إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم يتصدق عليهم ويتعاهدهم فيقولون : أهل هذا الدين أحسن صنيعا إلى أهل دينهم من قومنا ، وكان يقول المؤلفة قلوبهم : ذهب سهمهم ( وفي الرقاب والغارمين ) : الرجل تصيبه المصيبة في ماله ، فيصير ذلك غارما ، ( وفي سبيل الله ) ، قال : كان أناس ممن يغزون لم يكن يبلغ ما يأخذون في نفقاتهم ، فكان من احتاج منهم زاده المنزلة سهما في الصدقة ، ( وابن السبيل ) : إذا مر بأرض منقطع به ، ليس معه ما يكتفي به ، فإن له في الصدقة حقا ، يعطى ما يبلغ به بلاده ، ولا يكون دينا عليه ، وإن كان غنيا في بلاده ، فإن الصدقات [ ص: 1103 ] ليست بالأجزاء المسمين في كتاب الله ، ولكن يقسمها على ما رأى من قلة كل صنف أو كثرتهم أو حاجتهم ، وكذلك كانت أئمة الهدى يلونها من بعده " .

التالي السابق


الخدمات العلمية