صفحة جزء
483 - أنا حميد فإن عبد الله بن صالح ثنا ، حدثني الليث بن سعد ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رد ستة آلاف من سبي هوازن (من النساء) والصبيان والرجال إلى هوازن حين أسلموا ، وخير نساء كن عند رجال من قريش منهم عبد الرحمن بن عوف ، وصفوان بن أمية ، وقد كانا استيسرا المرأتين اللتين كانتا عندهما من هوازن ، فخيرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فاختارتا قومهما . [ ص: 314 ]

وزعم عروة أن مروان بن الحكم ، والمسور بن مخرمة أخبراه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه وفد هوازن مسلمين ، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " معي من ترون ، وأحب الحديث إلي أصدقه ، فاختاروا إحدى الطائفتين : إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بهم ، قال : وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتظرهم بضع عشرة ليلة ، حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين ، قالوا : فإنا نختار سبينا . فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : " أما بعد ، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين ، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم ، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك ، فليفعل . ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا ، فليفعل " فقال الناس : قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم . قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن ، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم " ، فرجع الناس ، فكلمهم عرفاؤهم ، ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا . فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن .


التالي السابق


الخدمات العلمية