صفحة جزء
657 - حدثنا حميد ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد [ ص: 399 ] ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : كانت وقعة الأحزاب بعد أحد بسنتين ، وذلك يوم حفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق ورئيس الكفار يومئذ أبو سفيان بن حرب ، فحاصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضع عشرة ليلة ، فخلص إلى المسلمين الكرب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخبرني سعيد بن المسيب : " اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن تشأ لا تعبد " وحتى أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولا إلى عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري وهو يومئذ رأس الكفار من غطفان وهو مع أبي سفيان ، فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلث ثمر نخل المدينة ، على أن يخذل بين الأحزاب وينصرف بمن معه من غطفان فقال عيينة : بل أعطني شطر ثمرها وأفعل ذلك فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ وهو يومئذ سيد الأوس وإلى سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فقال لهما : " إن عيينة بن حصن قد سألني نصف ثمر نخلكم على أن ينصرف بمن معه من غطفان ويخذل بين الأحزاب ، وإني أعطيته الثلث فأبى إلا النصف فما تريان ؟ " قالا : يا رسول الله ، إن كنت أمرت بشيء فافعله قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو أمرت بشيء لم أستأمركما فيه ، ولكن هذا رأي أعرضه عليكما قالا : فإنا لا نرى أن نعطيهم إلا السيف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فنعم . [ ص: 400 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية