صفحة جزء
708 - حدثنا حميد أنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، حدثني جرير بن حازم ، عن مجالد بن سعيد الهمداني ، عن عامر الشعبي ، عن سويد بن غفلة الجعفي ، قال : قدمنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الجابية ، فبينا نحن جلوس عنده ، إذ أتاه يهودي قد شج وضرب فغضب أمير المؤمنين غضبا ما رأيته غضب مثله قط ثم دعا صهيبا فقال : انطلق فأتني بصاحب (هذا) فانطلق صهيب ، فإذا هو بعوف بن مالك الأشجعي فقال له صهيب : إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا فلست آمن عليك بادرته ، فأت معاذ بن جبل فكلمه فليمش معك إلى أمير المؤمنين ، فلا يعجل عليك حتى تخبره بعذر إن كان لك ففعل فأقبل معه معاذ فانتهوا إليه وقد أقيمت الصلاة فلما سلم عمر قال : أجاء صهيب ؟ فقام صهيب فقال : نعم فقال : أجئت بالرجل ؟ فقال : نعم فقام إليه معاذ فقال : يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فلا تعجل عليه واسمع منه قال : أنت صاحب هذا يا عوف ؟ قال : نعم قال : وما دعاك إلى ذلك ؟ قال : يا أمير المؤمنين كان يسوق بين يدي بامرأة مسلمة على حمار ، فنخس الحمار ليصرعها فلم تصرع ، فدفعها فصرعت ، ثم غشيها ، فضربته وخلصتها منه ، فقال : ائتني بالمرأة فلتصدقك بما تقول فأتاها عوف قال أبوها وزوجها : فضحت صاحبتنا فقالت المرأة : والله لأذهبن معه ، قال أبوها وزوجها : نحن نبلغ عنك أمير المؤمنين . فأتياه فأخبراه الخبر فقال لليهودي : " يا عدو الله [ ص: 436 ] ما على هذا عاهدناكم . ثم أمر به فصلب ، ثم قال : أيها الناس ، اتقوا الله في ذمة محمد ، وفوا لهم بها ، فمن فعل مثل هذا فلا ذمة له .

التالي السابق


الخدمات العلمية