صفحة جزء
948 - ثنا حميد ثنا بكر بن بكار ، قال : ثنا عبد الحميد بن جعفر ، قال : ثنا يزيد بن أبي حبيب ، أن عبد العزيز بن مروان ، قال لكريب بن أبرهة بن الصباح : يا كريب أشهدت خطبة عمر بن الخطاب بالجابية ؟ قال : حضرتها وأنا غلام ، في إزار ، أسمع خطبته ولا أدري ما يقول ، ولكن إن شئت دللتك على رجل حضرها وهو رجل ، قال : من ؟ [ ص: 575 ] قال : سفيان بن وهب الخولاني ، فأرسل إليه عبد العزيز فأتاه فقال : هل حضرت خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية ؟ قال : نعم ، حضرتها وفهمتها وعقلتها قال : فما قال ؟ قال : أحب أن يعفيني الأمير ، فقال : والله لكأن في ذلك شيئا يكرهه الأمير ، فإن الأمير يعزم عليك أن تخبره ، قال : فإنه خطب الناس يوم الجابية ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : " أما بعد ، أيها الناس ، فإن هذا الفيء فيء أفاءه الله عليكم ، ليس فيه أحد أحق من أحد ، الرفيع فيه بمنزلة الوضيع ، إلا ما كان من هذين الحيين من لخم وجذام ، فإني غير قاسم لهما شيئا ، فقام رجل من لخم يدعى أبا حديرد ، وقال أبو عبيد : يدعى أبا حدير ، فقال : أنشدك الله يا ابن الخطاب في العدل والسوية ، فقال : إنما يريد ابن الخطاب بذلك العدل والسوية ، والله إني لأعلم أن لو كانت الهجرة بصنعاء ما هاجر إليها من لخم وجذام إلا قليل ، فلا أجعل من تكلف في السفر وابتاع الظهر بمنزلة قوم إنما قاتلوا في ديارهم ، فقال : أبو حدير : فإن الله ساق الهجرة إلينا حتى أدخلها علينا في ديارنا ، فنصرناها فصدقناها ، فذلك الذي يذهب حظنا في الإسلام فقال : لا والله ، لأقسمن لكم ، لا والله ، لأقسمن لكم ، لا والله ، لأقسمن لكم ، يرددها ويحلف ، فقسم بين الناس ، فأصاب كل رجل نصف دينار ، فإذا كانت مع الرجل امرأته أعطاها دينارا ، وإذا كان وحده أعطاه نصف دينار " .

[ ص: 576 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية