صفحة جزء
954 - أنا حميد قال أبو عبيد : وكان رأي عمر الأول التفضيل على السوابق والغناء عن الإسلام ، وهذا هو المشهور من رأيه ، وكان رأي أبي بكر التسوية ، ثم جاء عن عمر شيء شبيه بالرجوع إلى [ ص: 579 ] رأي أبي بكر ، وكذلك عن علي التسوية أيضا ، ولكلا الوجهين مذهب ، قد كان سفيان بن عيينة - فيما حكي عنه - يفسره ، يقول : ذهب أبو بكر في التسوية إلى أن المسلمين ، إنما هم بنو الإسلام ، كأخوة ورثوا أباهم ، فهم شركاء في الميراث تتساوى فيه سهامهم ، وإن كان بعضهم أعلى من بعض في الفضائل ودرجات الخير والدين ، قال : وذهب عمر إلى أنهم لما اختلفوا في السوابق ، حتى فضل بعضهم بعضا ، وتباينوا فيها ، كانوا كإخوة لعلات ، غير متساوين في النسب ورثوا أخا لهم أو رجلا أولاهم بميراثه أمسهم به رحما أو أقعدهم إليه في النسب ، فهذا الكلام أو كلام هذا معناه ، وليس يوجد في هذا تأويل أحسن منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية