صفحة جزء
317 - باب من قدم إلى ضيفه طعاما فقام يصلي

747 - حدثنا أبو معمر قال : حدثنا عبد الوارث قال : حدثني الجريري قال : حدثنا أبو العلاء بن عبد الله ، عن نعيم بن قعنب قال : أتيت أبا ذر ، فلم أوافقه ، فقلت لامرأته : أين أبو ذر ؟ قالت : [ ص: 397 ] يمتهن ، سيأتيك الآن ، فجلست له ، فجاء ومعه بعيران ، قد قطر أحدهما بعجز الآخر ، في عنق كل واحد منهما قربة ، فوضعهما ، ثم جاء .

فقلت : يا أبا ذر ! ما من رجل كنت ألقاه كان أحب إلي لقيا منك ، ولا أبغض إلي لقيا منك! قال : لله أبوك ، وما جمع هذا ؟ قال : إني كنت وأدت موؤودة في الجاهلية أرهب إن لقيتك أن تقول : لا توبة لك ، لا مخرج لك، وكنت أرجو أن تقول : لك توبة ومخرج . قال : أفي الجاهلية أصبت ؟

قلت : نعم . قال : عفا الله عما سلف ، وقال لامرأته : آتينا بطعام ، فأبت ، ثم أمرها فأبت ، حتى ارتفعت أصواتهما . قال : إيه! فإنكن لا تعدون ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : وما قال رسول الله فيهن ؟ قال : " إن المرأة ضلع ، وإنك إن تريد أن تقيمها تكسرها ، وإن تداريها فإن فيها أودا وضلعة " . [ ص: 398 ] فولت ، فجاءت بثريدة كأنها قطاة فقال : كل ولا أهولنك ، فإني صائم ، ثم قام يصلي ، فجعل يهذب الركوع ، ثم انفتل فأكل .

فقلت : إنا لله ، ما كنت أخاف أن تكذبني! قال : لله أبوك ، ما كذبت منذ لقيتني ، قلت : ألم تخبرني أنك صائم ؟ قال : بلى ، إني صمت من هذا الشهر ثلاثة أيام فكتب لي أجره ، وحل لي الطعام.

التالي السابق


الخدمات العلمية