صفحة جزء
حدثنا موسى، ثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، قال: لما نزل: ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، ولا تجهروا له بالقول ) ، وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت، فجلس في بيته، وقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت [ ص: 111 ] النبي صلى الله عليه وسلم وأجهر له بالقول، وقد حبط عملي وأنا من أهل النار، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فقال: إنه يقول كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هو من أهل الجنة"، وكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة. فلما كان يوم اليمامة كان من بعضنا بعض الانكشاف، فأقبل وقد تكفن وتحنط وقال: بئس ما تعودون أقرانكم، فقاتل حتى قتل.

قال أبو عبد الله: "وقد سمى ابن عمر الصوت بالقرآن عبادة".

حدثني أبو يعلى محمد بن الصلت، ثنا أبو صفوان، عن يونس، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: "أول ما ينقص من العبادة التهجد بالليل، ورفع الصوت فيها بالقراءة".

وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذ سئل قال: أسمع منك على حرفه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة".

التالي السابق


الخدمات العلمية