شمائل النبي صلى الله عليه وسلم

الترمذي - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي

صفحة جزء
352 - حدثنا سفيان بن وكيع قال : ثنا جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة ويكنى أبا عبد الله ، عن ابن لأبي هالة ، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : قال الحسين بن علي : سألت أبي عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جلسائه ، فقال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ [ ص: 291 ] ولا غليظ ، ولا صخاب ولا فحاش ، ولا عياب ولا مشاح . يتغافل عما لا يشتهي ، ولا يؤيس منه راجيه ، ولا يخيب فيه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه . وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ولا يعيبه ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه . وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا . لا يتنازعون عنده الحديث ، ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم . يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه . ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم . ويقول : إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه ! ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام " . [ ص: 292 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية