شمائل النبي صلى الله عليه وسلم

الترمذي - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي

صفحة جزء
397 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي أنا عبد الله بن داود قال : [ ص: 337 ] ثنا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند ، عن نبيط بن شريط ، عن سالم بن عبيد ، وكانت له صحبة قال : أغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه فأفاق ، فقال : " حضرت الصلاة " ؟ فقالوا : نعم . فقال : " مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل للناس " أو قال : بالناس !

قال : ثم أغمي عليه ، فأفاق ، فقال : " حضرت الصلاة ؟ " فقالوا : نعم . فقال : " مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس " ! فقالت عائشة : إن أبي رجل أسيف ، إذا قام ذلك المقام بكى فلا يستطيع ؛ فلو أمرت غيره ! قال : ثم أغمي عليه فأفاق ، فقال : " مروا بلالا فليؤذن ، ومروا أبا بكر فليصل بالناس ؛ فإنكن صواحب أو صواحبات يوسف ! " قال : فأمر بلال فأذن ، وأمر أبو بكر فصلى بالناس .

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة ، فقال : " انظروا لي من أتكئ عليه ! " فجاءت بريرة [ ص: 338 ] ورجل آخر ، فاتكأ عليهما . فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص ، فأومأ إليه أن يثبت مكانه ، حتى قضى أبو بكر صلاته .

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ، فقال عمر : والله ، لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض إلا ضربته بسيفي هذا ! قال : وكان الناس أميين ، لم يكن فيهم نبي قبله ، فأمسك الناس ، فقالوا : يا سالم ، انطلق إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه ! فأتيت أبا بكر وهو في المسجد ، فأتيته أبكي دهشا . فلما رآني قال : أقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : إن عمر يقول : لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض إلا ضربته بسيفي هذا . فقال لي : انطلق !

فانطلقت معه ، فجاء هو والناس قد دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس ، أفرجوا لي ! فأفرجوا له . فجاء حتى أكب عليه ومسه ، فقال :
إنك ميت وإنهم ميتون ثم قالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، فعلموا أن قد صدق . قالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أيصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . فقالوا : وكيف ؟ قال : يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ، ثم يخرجون . ثم يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ، ثم يخرجون ، حتى يدخل الناس .

قالوا : يا صاحب رسول الله أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قالوا : أين ؟ قال : في المكان الذي قبض الله فيه روحه ؛ فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب . فعلموا أن قد صدق . ثم أمرهم أن يغسله بنو أبيه .

واجتمع المهاجرون يتشاورون ، فقالوا : انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا في هذا الأمر ! فقالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فقال عمر بن [ ص: 339 ] الخطاب رضي الله عنه : من له مثل هذه الثلاثة : ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا . من هما ؟ قال : ثم بسط يده ، فبايعوه وبايعه الناس بيعة حسنة جميلة
.

التالي السابق


الخدمات العلمية