صفحة جزء
101 - باب

475 - ثنا محمد بن عثمان بن خالد بن عمر بن الوليد بن عثمان بن عفان أبو مروان ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن عطاء بن [ ص: 207 ] يزيد ، عن أبي هريرة ، أخبره أن الناس قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا تبارك وتعالى يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تضارون في القمر ليلة البدر ؟ " قالوا : لا ، يا رسول الله قال : " فهل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ " قالوا : لا ، يا رسول الله قال : " فإنكم ترونه هكذا يوم القيامة ، يجمع الله تعالى الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه . فيتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها - أو منافقوها ، شك إبراهيم بن سعد - فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم . فيقولون : نعوذ بالله منك . هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عز وجل ، فإذا رأيناه عرفناه ، فيأتيهم الله تعالى في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم . فيقولون : أنت ربنا ، فيعرفونه . وينصب الصراط بين ظهراني جهنم ، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعاء الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم . وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان . هل رأيتم السعدان ؟ " قالوا : نعم ، يا رسول الله . قال : " فإنها مثل شوك السعدان ، غير إنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تبارك وتعالى ، تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم الموبق بعمله ، ومنهم المجدول ، أو المجازى ، أو نحو من الكلام ينجو . حتى إذا فرغ الله تعالى من القضاء بين العباد فأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه ، فمن يشهد أن لا إله إلا الله ، فتعرف وجوههم في النار بآثار السجود ، فتأكل النار ابن آدم إلا آثار السجود ، حرم الله تعالى على النار أن تأكل آثار السجود ، فيخرجون من النار وقد امتحشوا ، فيصب عليهم ماء الحياة ، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ، وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، فيقول : يا رب اصرف [ ص: 208 ] وجهي عن النكر ، فإنه قشبني ريحها ، وأحرقني ذكاءها . فيدعو الله ما شاء أن يدعوه فيقول : هل عسيت أن أعطيك ذلك أن تسألني غيره ؟ فيقول : لا ، وعزتك لا أسألك غيره . ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله . فيصرف الله وجهه عن النار ، فإذا أقبل على الجنة فرآها سكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : أي رب قربني إلى باب الجنة . فيقول الله تعالى له : أليس قد أعطيت أن لا تسألني غيرها ، ويلك يا ابن آدم ، ما أغدرك فيقول : يا رب ، ويدعو الله تعالى حتى يقول : هل عسيت أن أعطيك أن تسألني غيره ؟ فيقول : لا ، وعزتك لا أسألك غيره . فيعطي الله ما شاء من عهود ومواثيق ، فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا قام عند الباب فارتفعت له الجنة ، فرأى ما فيها من الخيرات والسرور ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : يا رب أدخلني الجنة . فيقول : أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك ؟ فيقول : ويلك يا ابن آدم ، ما أغدرك فيقول : يا رب لا أكون أشقى خلقك . فلا يزال يدعو حتى يضحك الله تعالى منه ، فإذا ضحك الله منه قال : ادخل الجنة . فإذا دخل قال له : تمن . فيسأل ربه ويتمنى حتى إنه ليذكره من كذا وكذا ، فيسأل حتى إذا انقطعت به الأماني " . قال : " قال الله عز وجل : ولك مثله " . قال عطاء بن يزيد : وأبو سعيد مع أبي هريرة لا يرد عليه من قوله شيئا .

التالي السابق


الخدمات العلمية