صفحة جزء
913 - ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن فضيل ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا عند علي وهو في بعض أمر الناس ، إذ جاءه رجل عليه بعض ثياب السفر ، فقال : يا أمير المؤمنين فشغل عليا ما كان فيه من [ ص: 443 ] أمر الناس . قال أبي : فقلت له : ما شأنك ؟ قال : كنت حاجا أو معتمرا - قال أبي : لا أدري أي ذلك - فمررت على عائشة ، فقالت لي ، وسألتني عن هؤلاء القوم الذين خرجوا فيكم يقال لهم الحرورية ؟ قال : قلت : في مكان يقال له : حروراء ، فسموا بذلك الحرورية ، فقال : طوبى لمن شهد هلكتهم . فقالت : أما والله لو سألت ابن أبي طالب لخبركم خبرهم . ثم جئت أسأله عن ذلك ، قال : وقد فرغ علي ، فقال : أين السائل ؟ فقام إليه ، فقص عليه مثل ما قص علينا ، فأهل وكبر ، ثم أهل وكبر ، ثم قال : إني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنده عائشة ، فقال : " كيف أنت وقوم كذا وكذا ؟ " فقلت : الله ورسوله أعلم . قال : ثم أشار بيده فقال : " قوم يخرجون من قبل المشرق ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فيهم رجل مخدج اليد كأنها ثدي حبشية " أنشدكم الله هل أخبرتكم أنه فيهم فأتيتموني فأخبرتموني أنه ليس فيهم ، فحلفت لكم أنه فيهم ، فأتيتموني تستحيونه كما نعت لكم ؟ قالوا : نعم . فأهل وكبر ، وقال : صدق الله ورسوله .

التالي السابق


الخدمات العلمية