صفحة جزء
917 - حدثنا أحمد بن الفرات الرازي ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، حدثنا سلمة بن كهيل ، حدثني زيد بن وهب ، أنه كان في الجيش الذين خرجوا مع علي ، الذين ساروا إلى الخوارج ، فقال علي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إنه سيخرج من أمتي قوم يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلواتكم إلى صلواتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، يقرؤون القرآن يرون أنه لهم وهو عليهم ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " . لو يعلم الجيش الذين يصيبون ما لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم ، لاتكلوا عن العمل ، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس له ذراع ، على عضده مثل حلمة المرأة ، على رأسه شعرات بيض ، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في أموالكم وذراريكم . والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم ، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا على سرح الناس ، فسيروا بسم الله . قال سلمة بن كهيل : فنزلني زيد منزلا منزلا ، حتى مررنا على قنطرة ، ولقينا الخوارج ، فلقيهم عبد الله بن وهب ، وقال : ألقوا الرماح ، وسلوا السيوف ، فإني أخشى أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء ، فرجعوا وسلوا السيوف ، وشجرهم الناس برماحهم ، حتى قتل بعضهم على بعض . قال : ولم يصب يومئذ من الناس إلا رجلان . قال : فقال علي : اطلبوا المخدج . فطلبوه فلم يجدوه . فقام علي بنفسه ، حتى أتى قوما قتل بعضهم على بعض فقال : أخرجوهم . فوجدوه مما يلي الأرض . فكبر وقال : صدق الله ورسوله ، فقام إليه عبيدة فقال : يا أمير المؤمنين ، آلله لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : إي والذي لا إله إلا هو . قال : فاستحلفه ثلاثا ، كل ذلك يحلف له .

[ ص: 447 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية