صفحة جزء
ص - ومنها : قولهم في ( فإطعام ستين مسكينا ) أي إطعام ( طعام ) ستين مسكينا ، لأن المقصود من دفع الحاجة حاجة ستين كحاجة واحد في ستين يوما ، فجعل المعدوم مذكورا والمذكور عدما ، مع إمكان قصده لفضل الجماعة وبركتهم وتظافر قلوبهم على الدعاء للمحسن .


ش - ذهبت الحنفية إلى أنه لا فرق بين إطعام ستين مسكينا وبين إطعام واحد في ستين يوما ; لأن المقصود دفع حاجة المسكين ، ودفع حاجة ستين مسكينا يوما كدفع حاجة مسكين واحد في ستين يوما .

[ ص: 423 ] فأولوا قوله تعالى : فإطعام ستين مسكينا بإطعام طعام ستين مسكينا .

وهذا التأويل أيضا بعيد ; لأنهم جعلوا المعدوم الذي هو " طعام " مذكورا ليكون مفعولا لـ " إطعام " وجعلوا المذكور الذي هو قوله : " ستين مسكينا " عدما ; لأنهم لن يجعلوه مفعولا مع إمكان قصد الرسول - عليه السلام - العدد لفضل الجماعة وبركتهم وتظافر قلوبهم على الدعاء للمحسن . وهذا لا يحصل للواحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية