صفحة جزء
ص - والاستثنائي ضربان : ضرب بالشرط ويسمى : " المتصل " . والشرط : " مقدما " . والجزاء : " تاليا " . والمقدمة الثانية : استثنائية . وشرط إنتاجه أن يكون الاستثناء بعين المقدم ، فلازمه عين التالي .

أو بنقيض التالي ، فلازمه نقيض المقدم . وهذا حكم كل لازم مع ملزومه ، وإلا لم يكن لازما . مثل : إن كان هذا إنسانا فهو حيوان . وأكثر الأول بـ " إن " والثاني بـ " لو " .


ش - لما فرغ من القياس الاقتراني ، شرع في القياس الاستثنائي ، وهو ما يكون النتيجة أو نقيضها مذكورا فيه بالفعل .

وهو قسمان : متصل ومنفصل . وذلك لأن إحدى مقدمتيه شرطية . فإن كانت متصلة - وهي ما فيه حرف الشرط والجزاء - سمي القياس متصلا . وإليه أشار بقوله : " ضرب بالشرط ، ويسمى المتصل " .

وإن كانت الشرطية منفصلة - وهي ما فيه حرف الانفصال - سمي القياس : منفصلا . وابتدأ المصنف بالمتصل .

[ ص: 138 ] والشرط في المتصل ، أي الجزء الأول من المتصلة المقترن به حرف الشرط يسمى : مقدما ; لتقدمه . والجزء الثاني ، أي الجزء الثاني المقترن به حرف الجزاء ، يسمى [ بالتالي ] لأنه يتلوه .

والمقدمة الثانية منه تسمى استثنائية ; لاشتمالها على حرف الاستثناء . وشرط إنتاجه أن يكون الاستثناء بعين المقدم أو نقيض التالي ; لأنه لو استثنى نقيض المقدم أو عين التالي ، لم ينتج ; لجواز أن يكون التالي أعم من المقدم . فلا يلزم [ من ] تحقق المقدم ، ولا انتفائه ، ولا من انتفاء المقدم تحقق التالي أو انتفاؤه; لجواز صدق العام بدون الخاص .

أما إذا استثنى عين المقدم ، ينتج عين التالي ; لأن تحقق الملزوم يقتضي تحقق اللازم . وإذا استثنى نقيض التالي ينتج نقيض المقدم ; لأن انتفاء اللازم يوجب انتفاء الملزوم .

وهذا حكم كل لازم مع ملزومه ; لأنه يلزم من عين الملزوم عين اللازم ، ومن نقيض اللازم نقيض الملزوم ، ولا يلزم من تحقق اللازم تحقق الملزوم ولا عدم تحققه ، ولا من انتفاء الملزوم تحقق [ اللازم ] ولا انتفاؤه . [ ص: 139 ] مثال ذلك : إن كان هذا إنسانا فهو حيوان ، فإنه يلزم من تحقق الإنسان تحقق الحيوان ، ومن انتفاء الحيوان انتفاء الإنسان .

ولا يلزم من انتفاء الإنسان انتفاء الحيوان ولا تحققه ، ولا من تحقق الحيوان تحقق الإنسان ولا انتفاؤه .

وأكثر الأول بـ " إن " أي القياس الاستثنائي المتصل الذي يستثنى فيه عين المقدم أكثر استعماله بـ " إن " .

والذي يستثنى فيه نقيض التالي ، أكثر استعماله بـ " لو " ; لأن " لو " لامتناع الشيء لامتناع غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية