صفحة جزء
ص - والعلم ، قيل : لا يحد .

فقال الإمام : لعسره .


ش - اختلف العلماء في حقيقة العلم وفي تحديده ، لا لخفائها بل لغاية وضوحها . [ ص: 40 ] فذهب قوم إلى أنه لا يمكن تحديده . فقال إمام الحرمين : لعسره .

وذكر الغزالي في المستصفى أنه يعسر تحديده على الوجه الحقيقي بعبارة محررة للجنس الذاتي والفصل ; فإن أكثر المدركات الحسية مثل الروائح والطعوم مما يعسر حده لصعوبة الاطلاع على ذاتياتها المشتركة والمختصة . وإذا كان حال المدركات كذلك ، فما قولك في الإدراكات . ولكن يمكننا أن نشرح معناه بتقسيم ومثال .

[ ص: 41 ] وهذا يدل على أنه أراد بتحديده : التحديد بالحد الحقيقي ، لا تعريفه مطلقا . فسقط سؤال من قال : إن المثال والتقسيم إن أفاد التمييز صلحا للتعريف الرسمي ، وإلا لم يصلحا للتعريف .

وقيل اكتسابه بالتعريف عسير; إذ فيه إضافة اشتبهت أنه من عوارضه أو من ذاتياته . وفيه نظر ; لأن هذا الاشتباه لا يمنع التعريف . غاية ما في الباب أنه يمنع تحديده بالحد الحقيقي ، لا مطلقا ، بل بالنسبة إلى من اشتبه عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية