تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
281 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا جرير ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، ثنا قيس بن السكن ، وأبو عبيدة بن عبد الله ، أن عبد الله ، حدث عمر بن الخطاب ، هذا الحديث ، قال : " إذا حشر الناس يوم القيامة قاموا أربعين عاما ، على رؤوسهم الشمس ، شاخصة أبصارهم إلى السماء ، ينتظرون الفضل ، كل بر منهم وفاجر ، لا يتكلم منهم بشر ، ثم ينادي مناد من السماء : أليس عدلا من ربكم ، الذي خلقكم ، وصوركم ، ثم رزقكم ، ثم عبدتم غيره ، أن يولي كل قوم ما تولوا ؟ ! فيقولون : بلى! ، قال : فينادي بذلك ملك ثلاثا ، ثم تمثل لكل قوم آلهتهم ، التي كانوا يعبدون ، قال فيتبعونها حتى توردهم النار ، قال : ويبقى المسلمون والمنافقون ، قال : فيقال لهم : ما شأنكم ؟ ! ، قد ذهب الناس وبقيتم ، قال : فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، قال : فيقال لهم : هل تعرفونه إذا رأيتموه ؟ ! قال : فيقولون : إذا تعرف إلينا ، عرفناه ، قال : فيكشف عن ساق ، قال : فيخر المؤمنون سجدا ، قال : ويدمج أصلاب المنافقين ، فتكون عظما واحدا ، كأنها صياصي البقرة ، ثم يقال : ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم .

قال : [ ص: 306 ] فيرفع الرجل رأسه ، ونوره بين يديه مثل الجبل ، ويرفع الرجل رأسه ، ونوره بين يديه مثل القصر ، ويرفع الرجل رأسه ، ونوره بين يديه مثل البيت ، حتى ذكر : مثل الشجرة ، ثم يمضون على الصراط ، كالبرق وكالريح ، وكحضر الفرس ، وكاشتداد الرجل ، حتى يبقى آخر الناس ، نوره على إبهام رجله مثل السراج ، فأحيانا يضيء له فيمشي ، وأحيانا يخفى عليه فيشعث منه النار ، فلا يزال كذلك ، حتى يخرج فيقول : ما يدري أحد ما نجى منه غيري ، ولا أصاب أحد مثل ما أصبت ، إنما أصابني حرها ، ونجوت منها ، ثم يفتح له باب من الجنة ، فيقول : يا رب! أدخلني هذا ، فيقول : لعلك إن أدخلتك ، تسألني غيره ؟ ! قال : ويقول : وعزتك لئن أدخلتني ، لا أسألك غيرها ، قال : فيدخله ، فبينما هو معجب بما هو فيه ، إذ فتح له باب آخر ، فينحقر في عينه الذي هو فيه ، فيقول : بعزتك أدخلني في هذا! ، فيقول : أولم تزعم ، أنك لا تسألني غيره ؟ ! قال : يقول : وعزتك ، لئن أدخلتنيه ، لا أسألك غيره ، قال : فيدخله حتى يدخل أربعة أبواب ، كلها يسألها ، قال ثم يستقبله رجل عليه النور ، فإذا هو رآه هوى ليسجد له ، قال : يقول : ما شأنك ؟ ! قال : يقول : ألست ربي ؟ ! قال : يقول : أنا قهرمان لك ، في ألف قهرمان ، على ألف قصر ، يرى أقصاها ، كما يرى أدناها ، قال : ثم [ ص: 307 ] يفتح له باب من زمردة خضراء ، فيها سبعون بابا ، في كل باب منها أزواج وسرر ، ومناصف ، قال : فيقعد مع زوجته ، قال : فتناوله الكأس ، فيقول : لأنت منذ ناولتك الكأس ، أحسن منك ، قبل ذلك سبعين ضعفا ، قال : ويقول : وأنت منذ ناولتني الكأس ، أحسن منك قبل ذلك سبعين ضعفا ، قال : وعليها سبعون حلة ، ألوانها شتى ، يرى منها ساقها ، قال : ويلبس ثيابه على كبدها ، وكبدها مرآته " .


التالي السابق


الخدمات العلمية