تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
285 - حدثنا هدبة ، ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عمارة القرشي ، عن أبي بردة ، قال : وفدت إلى الوليد بن عبد الملك ، وكان الذي يعمل في حوائجي عمر بن عبد العزيز ، فلما قضيت حوائجي أتيته فودعته ، وسلمت عليه ثم مضيت ، فذكرت حديثا ، حدثني به أبي ، سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأحببت أن أحدثه : لما أولاني في قضاء حوائجي ، فرجعت إليه ، فلما رآني ، قال : لقد رد الشيخ حاجة ، فلما قربت منه ، قال : ما ردك ؟ ، أليس قد قضيت حوائجك ؟ ! قلت : بلى ، ولكن حديث سمعته من أبي ، سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، [ ص: 310 ] فأحببت أن أحدثك به ؛ لما أوليتني ، قال : وما هو ؟ قلت : حدثني أبي ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا كان يوم القيامة ، مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، فذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا ، ويبقى أهل التوحيد ، فيقال لهم : ما ينتظرون ، وقد ذهب الناس ؟ ! فيقولون : إن لنا ربا ، كنا نعبده في الدنيا ، لما نراه ، قال : وتعرفونه إذا رأيتموه ؟ ! فيقولون : نعم ، فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ قالوا : إنه لا شبه له ، فيكشف لهم عن الحجاب ، فينظرون إلى الله - تبارك وتعالى - ، فيخرون له سجدا ، وتبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر ، فيريدون السجود فلا يستطيعون ، فيقول الله : " عبادي ارفعوا رؤوسكم ، فقد جعلت بدل كل رجل منكم رجلا من اليهود ، والنصارى في النار " ، فقال عمر بن عبد العزيز : والله الذي لا إله إلا هو ، لحدثك أبوك هذا الحديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحلف له ثلاثة أيمان على ذلك ، فقال عمر بن عبد العزيز : ما سمعت في أهل التوحيد ، بحديث هو أحب إلي من هذا . [ ص: 311 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية