تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
أنواع الفسق والشرك والكفر

* قال أبو عبد الله : قالوا : وكذلك الفسق فسقان : فسق ينقل عن الملة ، وفسق لا ينقل عن الملة ، فيسمى الكافر فاسقا ، والفاسق من المسلمين فاسقا ، ذكر الله إبليس ، فقال : ( ففسق عن أمر ربه ) ، وكان ذلك الفسق منه كفرا .

وقال الله تعالى : ( وأما الذين فسقوا فمأواهم النار ) يريد الكفار ، دل على ذلك قوله : ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ) .

وسمي القاذف من المسلمين فاسقا ، ولم يخرجه من الإسلام ، قال الله : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ) .

وقال الله : ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) .

فقالت العلماء في تفسير الفسوق ههنا : هي المعاصي .

قالوا : فكما كان الظلم ظلمين ، والفسوق فسقين ، كذلك [ ص: 527 ] الكفر كفران : أحدهما ينقل عن الملة ، والآخر لا ينقل عنها ، فكذلك الشرك شركان : شرك في التوحيد ينقل عن الملة ، وشرك في العمل لا ينقل عن الملة ، وهو الرياء ، قال الله جل وعز : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) يريد بذلك المراءاة بالأعمال الصالحة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الطيرة شرك " .

* قال أبو عبد الله : فهذان مذهبان هما في الجملة محكيان عن أحمد بن حنبل في موافقيه من أصحاب الحديث .

580 - حكى الشالنجي إسماعيل بن سعيد أنه سأل أحمد بن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده ، إلا أنه لم يترك الصلاة ، والزكاة ، والصوم هل يكون مصرا ، من كانت هذه حاله ؟ ! قال : هو مصر مثل قوله : " لا يزني حين يزني وهو مؤمن " يخرج من الإيمان ، ويقع في الإسلام ، ومن نحو قوله : " لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق ، وهو مؤمن " ، ومن نحو قول ابن عباس في قوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) . [ ص: 528 ]

، فقلت له : ما هذا الكفر ؟ قال : كفر لا ينقل عن الملة مثل الإيمان بعضه دون بعض ، فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية