1. الرئيسية
  2. تعظيم قدر الصلاة للمروزي
  3. غلو الخوارج والمعتزلة والرافضة في تأويل الأحاديث التي وردت في نفي الإيمان عمن ارتكب الكبيرة

تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
691 - حدثنا يحيى ، ثنا عبد الله بن دكين ، عن فراس بن عبد الله ، عن الشعبي ، قال : " إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع ، وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب ، كما ينبت الماء الزرع " .

* قال أبو عبد الله : فاحتجوا بهذه الأخبار ، وما أشبهها ، وقالوا : كل من أتى كبيرة فهو منافق ، كما روى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه .

(و) أخبر عبد الله بن مسعود أن الغناء ينبت النفاق في القلب .

وقال علي بن أبي طالب : يبدأ النفاق لمظة سوداء في القلب ، فكلما ازداد النفاق ازدادت اللمظة حتى يكمل النفاق ، ولم يرد الريب ، لأن الريب لا أول له ، ولا آخر ، إنما هو شك ، وإنما أرادوا الأعمال بالقلب ، لأنه جزأ النفاق لمظات في القلب ، كما جزأ الإيمان ، ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق " ، فذلك قوله هذا أنه يريد العمل ، ولا يريد الشك ، لأن الشك لا أول له ، ولا آخر ، فيتفرق خصالا . [ ص: 637 ]

واحتجوا بهذه الأخبار ، وزعموا أنه منافق مخلد في النار ، وقد وافقهم على ذلك فرقة ممن يقول بالحديث ، فزعموا أنه منافق ، لما جاء فيه من الأخبار على غير تلخيص ، ولا شهود عليه بالنار ، ولكن اتباعا للأخبار على ما جاءت يسمونه بالنفاق ، ولا يسمونه مؤمنا ، ولا مسلما ، ولا كافرا .

* قال أبو عبد الله : وقد اتفقت هذه الفرق التي ذكرناها من أهل البدع مع اختلافها في اسم من ارتكب الكبائر على أن كل من ارتكب كبيرة ، فمات غير تائب منها ، فهو من أهل النار ، خالدا مخلدا لا يخرج منها أبدا ، وأيسوه من رحمة الله ، وجميع ما كتبناه من الحجج على الطائفتين اللتين ذكرنا خلافهم لنا من أصحاب الحديث ، فهي داخلة على هؤلاء ، ولازمة لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية