تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
57 - حدثنا أحمد بن محمد بن نيزك ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد ، عن قتادة : " ( فلا صدق ولا صلى ) [ ص: 132 ] ، قال : لا صدق بكتاب الله ، ولا صلى لله : ( ولكن كذب وتولى ) ، كذب بآيات الله ، وتولى عن طاعته : ( ثم ذهب إلى أهله يتمطى ) أي : يتبختر ، وهي مشية عدو الله أبي جهل ، ذكر لنا أن نبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بمجامع ثيابه ، فقال : ( أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) ، وعيد على إثر وعيد " .

قال أبو عبد الله :

وقال الله تعالى : ( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين ) .

وقال : ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم ) .

ولقد شدد - تبارك وتعالى - الوعيد في تركها ، ووكده على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، بأن أخرج تاركها من الإيمان بتركها ، ولم تجعل فريضة من أعمال العباد ، علامة بين الكفر والإيمان إلا الصلاة ، فقال : " ليس بين العبد ، وبين الكفر من الإيمان ، إلا ترك الصلاة " . [ ص: 133 ]

فأخبر أنها نظام للتوحيد ، وأكفر بتركها ، كما أكفر بترك التوحيد .

ثم أخرج من الإيمان من عاهد من جميع العباد على الإيمان ، فقال : " العهد الذي بيننا ، وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " .

وإن كانت العلماء مختلفة في الإكفار بتركها ، فإنهم مجمعون على الرواية بإكفار من تركها ، ثم ما غلظ في تركها وجوب النار ، وإيجاب المغفرة والرحمة لمن قام بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية