تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
قال أبو عبد الله : ومن ذلك ما روي عن الطفيل بن سخبرة :

874 - حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن طفيل بن سخبرة رضي الله عنه أخي عائشة رضي الله عنها لأمها ، قال : " رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرت بها من أخبرت ، ثم [ ص: 862 ] أخبرت بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أخبرت بها أحدا ؟ " ، فقلت : نعم ، رأيت كأنني مررت برهط من اليهود ، فقلت : من أنتم ، فقالوا : نحن اليهود ، فقلت : أنتم القوم ، لولا أن تقولوا : عزير ابن الله ، فقالوا : وأنتم القوم لولا أن تقولوا : ما شاء الله ، وشاء محمد ، ثم أتيت على رهط من النصارى ، فقلت : ما أنتم ؟ فقالوا : نحن النصارى ، فقلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولوا : المسيح ابن الله ، فقالوا : وأنتم القوم لولا أنكم تقولوا : ما شاء الله ، وشاء محمد .

فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر قام خطيبا ، فحمد الله تعالى ، وأثنى عليه ، ثم قال : " فإن طفيلا رأى رؤية أخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم كنتم تقولون كلمة ، كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم ، فلا تقولوا ما شاء الله ، وشاء محمد " .
[ ص: 863 ] قال أبو عبد الله : فدل قوله : كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم غير أنه قد كان يكره أن يقال ذلك ، ويستحي أن ينهاكم ، لأنه لم يكن جاءه عن الله تعالى نهي عن ذلك ، فلما رأى طفيل الرؤيا ، استدل بذلك على أن الله تعالى قد كره ذلك ، فنهاه عنه ، فكان إمساكه عن النهي في الأمرين جميعا حياء منهم فعلا حسنا عن خلق كريم ، ثم آثر ما هو أولى به صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية