تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
قال أبو عبد الله : فقال من احتج للطائفة الأولى : ليس في هذه الأخبار التي احتججتم بها دليل على أن تارك الصلاة عمدا حتى يخرج وقتها لا يكفر متعمدين لتركها ، حتى يذهب وقتها ، إنما قال في حديث عبادة : " يكون عليكم أمراء يشغلهم أشياء عن الصلاة " ، فإنما أخروها عن الوقت الذي كان تصلى فيه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، والخلفاء الراشدين المهديين ، وهو الوقت الذي نختار ، فكانوا يؤخرونها عن وقت الاختيار إلى وقت أصحاب العذر اشتغالا منهم بقراءة الكتب التي كانوا يقرؤونها ، ومن نيتهم أن يصلوها إذا فرغوا من قراءة الكتب ، فكانت قراءة الكتب تشغلهم حتى يصيروا إلى آخر وقت أصحاب العذر ، ولعلهم كانوا لا يعلمون أنهم لا يفرغون من قراءة الكتب إلى ذلك الوقت ، وكانوا يتأولون أن لهم في ذلك عذرا ، لأنهم مشغولون بأمور الرعية كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالناس المغرب ، فلم يقرأ ، فأخبر بذلك [ ص: 958 ] بعد أن فرغ من الصلاة ، ولم يعلم بأنه قد ترك القراءة اشتغالا منه بالتفكر في أمر الرعية .

التالي السابق


الخدمات العلمية