1. الرئيسية
  2. دلائل النبوة للفريابي
  3. باب ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الشيء القليل من الطعام فيجعل فيه البركة
صفحة جزء
9 - حدثنا جعفر قال حدثنا أبو محمد شيبان بن فروخ، قال: حدثنا محمد بن عيسى العبدي، قال: حدثنا ثابت البناني، قال: قلت لأنس بن مالك: أخبرني بأعجب شيء [ ص: 40 ] رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نعم يا ثابت، خدمت رسول الله عشر سنين، فلم يعير علي شيئا أسأت فيه، قال: فأعجب شيء رأيت منه ما هو؟ قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش قالت لي أمي: يا أنس إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أصبح عروسا، ولا أرى أصبح غداء، فهلم تلك العكة، فأتيتها بالعكة وتمر قدر مد، فجعلت لها حيسا فقالت: يا أنس اذهب بهذا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وامرأته، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتور من حجارة، وفيه ذلك الحيس قال: "ضعه في ناحية البيت وادع لي أبا بكر، وعمر، وعليا، وعثمان" ، ونفرا من أصحابه رضوان الله عليهم، ثم قال: "ادع لي أهل المسجد ومن رأيت في الطريق" فجعلت أتعجب من قلة الطعام، ومن كثرة من يأمرني أدعو الناس، قال: فكرهت أن أعصيه حتى امتلأ البيت والحجرة، فقال: "يا أنس هل ترى أحدا؟" فقلت: لا يا نبي الله، قال: "هلم ذلك التور" ، فجئت بذلك التور فوضعته قدامه، فغمس بثلاثة أصابع له في التور فجعل التمر يربو، فجعلوا يتغدون ويخرجون حتى إذا فرغوا أجمعين، وبقي في التور نحو مما جئت به، قال: "ضعه قدام زينب" ، فخرجت فأسقفت عليهم [ ص: 41 ] بابا من جريد قال ثابت: فقلنا: يا أبا حمزة، كم ترى كان الذين أكلوا من ذلك التور؟ قال: فقال لي: "أحسب واحدا وسبعين أو اثنين وسبعين".

التالي السابق


الخدمات العلمية