1. الرئيسية
  2. التوحيد لابن خزيمة
  3. باب ذكر إمساك الله تبارك وتعالى اسمه وجل ثناؤه السماوات والأرض وما عليها على أصابعه
صفحة جزء
6 - ( 106 ) : حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم قال : ثنا محمد بن الصلت ، قال : ثنا أبو كدينة - وهو يحيى بن المهلب - ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ، قال : مر يهودي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا أبا [ ص: 185 ] القاسم ، ما تقول : إذا وضع الله السماء على ذه ، والأرضين على ذه ، والماء على ذه ، والجبال على ذه ، وسائر الخلق على ذه ، فأنزل الله : وما قدروا الله حق قدره .

قال أبو بكر : فلعل متوهما يتوهم ممن لم يتحر العلم ، ولا يحسن صناعتنا في التأليف بين الأخبار ، فيتوهم أن خبر ابن مسعود يضاد خبر ابن عمر ، وخبر أبي سعيد يضاد خبرهما ، وليس كذلك ، هو عندنا بحمد الله ونعمته .

أما خبر ابن مسعود فمعناه : أن الله - جل وعلا - يمسك ما ذكر في الخبر على أصابعه ، على ما في الخبر ، سواء قبل تبديل الله الأرض غير الأرض ؛ لأن الإمساك على الأصابع غير القبض على الشيء ، وهو مفهوم في اللغة ، التي خوطبنا بها ؛ لأن الإمساك على الشيء بالأصابع غير القبض على الشيء ، ونقول : ثم يبدل الله الأرض غير الأرض ، كما أخبرنا منزل الكتاب على نبيه - صلى الله عليه وسلم - في محكم تنزيله في قوله : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، وبين على لسان نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - صفة تبديل الأرض غير الأرض ، فأعلم - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى يبدلها ، فيجمعها خبزة واحدة ، فيقبض عليها حينئذ كما خبر في خبر ابن عمر - رضي [ ص: 186 ] الله عنهما - ، وانكفاءها كما أعلم في خبر أبي سعيد الخدري ، فالأخبار الثلاثة ، كلها ثابتة صحيحة المعاني على ما بينا .

قال أبو بكر :

التالي السابق


الخدمات العلمية