صفحة جزء
41 - ( 305 ) : حدثنا سلم بن جنادة القرشي ، قال : ثنا وكيع ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، قال : قال رجل لأبي ذر لو رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم لسألته ، قال : عما كنت تسأله ؟

قال : كنت أسأله : هل رأيت ربك ؟

قال أبو ذر : قد سألته ، قال : " نور أنى أراه " .


[ ص: 511 ] قال أبو بكر : في القلب من صحة سند هذا الخبر شيء ، لم أر أحدا من أصحابنا من علماء أهل الآثار فطن لعلة في إسناد هذا الخبر ، فإن عبد الله بن شقيق ، كأنه لم يكن يثبت أبا ذر ، ولا يعرفه بعينه واسمه ونسبه .

42 - ( 306 ) : لأن أبا موسى محمد بن المثنى ثنا ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، قال : أتيت المدينة ، فإذا رجل قائم على غرائر سود ، يقول : ليبشر أصحاب الكنوز بكرة في الحياة والموت ، فقالوا : هذا أبو ذر ، صاحب رسول - صلى الله عليه وسلم .

قال أبو بكر : فعبد الله بن شقيق يذكر بعد موت أبي ذر ، أنه رأى رجلا يقول هذه المقالة ، وهو قائم على غرائر سود ، خبر أنه أبو ذر ، كأنه لا يثبته ولا يعلم أنه أبو ذر .

[ ص: 512 ] وقوله : " نور أنى أراه " ، يحتمل معنيين : أحدهما نفي ؛ أى : كيف أراه ، وهو نور ، والمعنى الثاني : أى : كيف رأيته ، وأين رأيته ، وهو نور ، لا تدركه الأبصار ، إدراك ما تدركه الأبصار من المخلوقين ، كما قال عكرمة : إن الله إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء .

والدليل على صحة هذا التأويل الثاني : أن إمام أهل زمانه في العلم والأخبار : محمد بن بشار بندار ثنا بهذا الخبر قال :

التالي السابق


الخدمات العلمية