صفحة جزء
52 - ( 316 ) : حدثنا ابن معمر ، قال : ثنا روح ، قال : ثنا عباد بن منصور ، قال : سألت الحسن ، فقلت : ثم دنا فتدلى من ذا يا أبا سعيد ؟ قال : (ربي) .

قال أبو بكر : وفي خبر كثير بن حبيش ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل هذه اللفظة التي في خبر شريك بن عبد الله .

[ ص: 530 ] 53 - ( 317 ) :

كذاك ثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، قال : ثنا الفضل بن موسى ، عن محمد بن عمرو ، قال : ثنا كثير بن حبيش ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينما أنا مضطجع في المسجد ، رأيت ثلاثة نفر أقبلوا إلي ، فقال الأول : هو هو ، فقال الأوسط : نعم ، فقال الآخر : خذوا سيد القوم ، قال : فرجعوا إلي - ، فاحتملوني ، حتى ألقوني على ظهري ، عند زمزم ، فشقوا بطني ، فغسلوه ، فسمعت بعضهم يوصي بعضا يقول : انقوها ، فأنقوا حشوة بطني ، ثم أتيت بطشت من ذهب ، [ ص: 531 ] مملوء حكمة وإيمانا ، فأوعى في قلبي ، ثم صعدوا بي إلى السماء فاستفتح قال : من هذا ؟ قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ قال محمد - صلى الله عليه وسلم - قال : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، ففتح فإذا آدم ، إذا نظر عن يمينه ضحك ، وإذا نظر عن شماله بكى ، قال : قلت يا جبريل : من هذا ؟ قال : هذا أبوك آدم ، إذا نظر إلى الجنة عن يمينه فرأى من فيها من ولده ضحك ، وإذا نظر إلى النار عن يساره فنظر إلى ولده فيها بكى ، قال أنس : إن شئت سميت لك كلهم ، ولكن يطول على الحديث - فعرج بي حتى أتى السماء السادسة ، فقال : من هذا ؟ فقال جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم - ، قال : وقد أرسل إليه ، قال : نعم ، ففتح ، فإذا موسى ، قال : فعرج بي حتى السماء السابعة فاستفتح قيل من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد - صلى الله عليه وسلم ، قال : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، ففتح ، فأدخلت الجنة فأعطيت الكوثر ، وهو نهر في الجنة ، شاطئه ياقوت مجوف من لؤلؤ ثم عرج بي حتى جاء سدرة المنتهى ، فدنا إلى ربه ، فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، ففرض علي وعلى أمتي خمسين صلاة ، فرجعت فمررت على موسى ، فقال : كم فرض عليك وعلى أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك أن يخفف عنك وعن أمتك ، فرجعت إليه ، فوضع عنى عشر صلوات ، ثم مررت على موسى فقال : كم فرض عليك وعلى أمتك ؟ قلت : فرض علي أربعين [ ص: 532 ] صلاة ، قال : ارجع إلى ربك أن يخفف عنك ، وعن أمتك ، فرجعت إليه فوضع عني عشرا ، فلم يزل حتى انتهى إلى عشر ، فلما انتهى إلى عشر قال : إن بني إسرائيل أمروا بأيسر من هذا فلم يطيقوه ، فرجعت إليه فوضع خمسا ثم قال : لا يبدل قولي ولا ينسخ كتابي ، هو في التخفيف خمس صلوات ، وفي التضعيف في الأجر خمسون صلاة ، فرجعت إلى موسى فقال : كم فرض عليك وعلى أمتك ؟ قلت : خمس صلوات قال : ارجع إلى ربك ، أن يخفف عنك وعن أمتك ، قال : قد رجعت إلى ربي حتى أني لأستحي منه " .

وقد روى الوليد بن مسلم خبرا يتوهم كثير من طلاب العلم ممن لا يفهم علم الأخبار أنه خبر صحيح ، من جهة النقل ، - وليس كذلك - هو عند علماء أهل الحديث . وأنا مبين علله إن وفق الله لذلك ، حتى لا يغتر بعض طلاب الحديث به ، فيلتبس الصحيح بغير الثابت من الأخبار ، قد أعلمت [ ص: 533 ] ما لا أحصي من مرة أني لا أستحل أن أموه على طلاب العلم بالاحتجاج بالخبر الواهي ، وإني خائف من خالقي ، جل وعلا - إذا موهت على طلاب العلم بالاحتجاج بالأخبار الواهية ، وإن كانت حجة لمذهبي .

التالي السابق


الخدمات العلمية