صفحة جزء
6 - ( 437 ) : حدثنا محمد بن بشار ، وقال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا سعيد بن إياس ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : " أما الذين يريد الله إخراجهم من النار ، فإنه يميتهم ، إماتة حتى يكونوا فحما وأما الذين لا يريد الله أن يخرجهم ، فإنهم لا يموتون ولا يحيون ولا يخرجون ، أى الذين يريد الله إخراجهم من النار ضبائر من النار فيلقون على أنهار الجنة ، ويشربون من مائها ، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل ، فيسميهم أهل الجنة الجهنميين " قال : فبلغني في حديث آخر ، أنهم يدعون ربهم ، فيمحى عنهم ذلك الاسم .

قال أبو بكر : قد كنت أحسب زمانا ، أن الاسم لا يقع على مثل هذه اللفظة ، كنت أحسب زمانا ، أن هذا من الصفات ، لا من الأسامي كنت أحسب أن غير جائز أن يقال لأهل المحلة : إن هذا اسم لهم وأن أهل المدينة ، أو أهل قرية كذا ، أو أصحاب السجون ، إيقاع الاسم على مثل هذا ، لأنه محال عندي ، في قدر ما أفهم من لغة العرب أن يقال : أهل كذا اسمهم ، أهل قرية كذا ، أو أهل مدينة كذا ، وأن اسم أهل السجون هذه صفات أمكنتهم ، والاسم اسم الآدميين كمحمد وأحمد ، والحسن والحسين ، وغير ذلك ، وقد أوقع في هذا الخبر الاسم على الجهنميين ، يسمون الجهنميون نسبة لسان العرب وقد كنت أعلمت أصحابي مذ دهر طويل ، أن الأسامي إنما وضعت بمعنيين :

أحدهما : للتعريف ، ليعرف الفرق بين عبد الله وعبد الرحمن ويعلم من محمد ، ومن أحمد ، ومن الحسن ومن الحسين ، فيفرق بين الاثنين ، وبين الجماعة بالأسامي [ ص: 691 ] (وهذه الأسامي) ليست من أسماء الحقائق وقد يسمى المرء حسنا وهو قبيح ، ويسمى محمود وهو مذموم ، ويسمى المرء صالح وهو طالح .

والمعنى الثاني ، هو أسامي الصفات على الحقائق إذا كان المرء صالحا ، فقيل : هذا صالح ، فإنما يراد صفته على الحقيقة ، كذلك إنما يقال لمحمود المذهب : فلان محمود على هذه الصفة ، كذلك يقال للعالم عالم ، وللفقيه فقيه ، وللزاهد زاهد ، هذه أسامي على الحقائق وعلى الصفات .

التالي السابق


الخدمات العلمية