صفحة جزء
67 - " باب ذكر الأخبار المصرحة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال : إنما يخرج من النار من كان في قلبه في الدنيا إيمان دون من لم يكن في قلبه في الدنيا إيمان " .

[ ص: 703 ] ممن كان يقر بلسانه بالتوحيد ، خاليا قلبه من الإيمان ، مع البيان الواضح أن الناس يتفاضلون في إيمان القلب ، ضد قول من زعم من غالية المرجئة أن الإيمان لا يكون في القلب ، وخلاف قول من زعم من غير المرجئة أن الناس إنما يتفاضلون في [ ص: 704 ] إيمان الجوارح ، الذي هو كسب الأبدان ، فإنهم زعموا أنهم متساوون في إيمان القلب الذي هو التصديق ، وإيمان اللسان الذي هو الإقرار مع البيان أن للنبي صلى الله عليه وسلم شفاعات يوم القيامة ، على ما قد بينت قبل ، " لا أن له شفاعة واحدة فقط .

[ ص: 705 ] 1 - ( 449 ) : حدثنا الربيع بن سليمان ، وإبراهيم بن عيسى بن عبد الله ، كاتب الحارث بن مسكين ، قالا : ثنا ابن وهب ، وثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : ثني عمي ، قال : أخبرني مالك ، عن عمرو بن يحيى بن عمارة ، قال : أخبرني أبي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل أهل الجنة الجنة ، يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار ، النار ، ثم يقول : انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة ، من خردل ، من إيمان ، فأخرجوه قال : فيخرجون منها حمما قد امتحشوا ، فيلقون في نهر الحياة أو الحيا ، فينبتون كما تنبت الحبة أو الحية ، شك الربيع إلى جانب السيل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية .

[ ص: 706 ] وقال إبراهيم بن عيسى : " يدخل الله أهل الجنة الجنة ، وقال : الحبة إلى جانب السيل ، قال أحمد : الحبة ولم يشك ، وقال ثنا مالك .

قال أبو بكر : هذا الخبر مختصر ، حذف منه أول القصة في الشفاعة ، لمن أدخل النار ، من أهل التوحيد ، وذكر آخر القصة ، والدليل على صحة ما ذكرت أن الخبر مختصر ، خبر زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فيقول الله : انظروا من كان في قلبه زنة دينار من إيمان ، أخرجوه " ثم ذكر زنة قيراط ، ثم ذكر زنة مثقال حبة خردل ، قد خرجت هذا الخبر ، في غير هذا الباب ، بتمامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية