صفحة جزء
2 - ( 450 ) : وقد حدثنا أيضا بصحة ما ذكرت ، يوسف بن موسى ، قال : ثنا أبو معاوية ، قال : ثنا عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي ، قال : (يأتون النبي صلى الله عليه وسلم : فيقولون : يا نبي الله ، أنت الذي فتح الله بك ، وختم بك ، وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قم فاشفع لنا إلى ربك فيقول : نعم ، أنا [ ص: 707 ] صاحبكم فيخرج يحوش النار ، حتى ينتهي إلى باب الجنة ، فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب ، فيقرع الباب ، فيقال : من هذا ؟ فيقال : محمد قال : فيفتح له ، قال : فيجيء حتى يقوم بين يدى الله ، فيستأذن في السجود ، فيؤذن له ، قال : فيفتح الله له من الثناء والتحميد ، والتمجيد ما لم يفتحه لأحد من الخلائق ، فينادى يا محمد! ارفع رأسك وسل ، تعطه ، ادع يجب ، قال : فيرفع رأسه ، فيقول : رب أمتي أمتي ، ثم يستأذن في السجود فيؤذن له ، فيفتح له من الثناء والتحميد والتمجيد ، ما لم يفتح لأحد من الخلائق فينادى يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، وادع تجب ، قال : يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا ، فيشفع لمن كان في قلبه حبة من حنطة ، أو مثقال شعيرة ، أو مثقال حبة من خردل من إيمان) قال سلمان : فذلك المقام المحمود .

قال أبو بكر : وهذا الخبر أتم في قصة إخراج من يخرج من النار ، من خبر يحيى بن عمارة ، عن أبي سعيد الخدري ، لأن في هذا الخبر ذكر مثقال حبة الحنطة ، وحبة الشعير ، وليس في خبر يحيى بن عمارة ، عن أبي سعيد ذكرهما ، وخبر عبيد الله بن أبي بكر ، عن أنس ، فيه أيضا ذكر الشعير والبرة ، وفيه أيضا ذكر الذرة ، لم يذكر فيه حبة الخردل ، وهذه الأخبار تدل على صحة مذهبنا ، أن الأخبار رويت على (ما) كان يحفظها رواتها ، منهم من كان يحفظ بعض الخبر ، ومنهم من كان يحفظ الكل ، فبعض الأخبار رويت مختصرة ، وبعضها متقصاة ، فإذا جمع بين المتقصى (من الأخبار) وبين المختصر منها ، بان حينئذ العلم والحكم .

[ ص: 708 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية