صفحة جزء
9 - ( 457 ) : حدثنا أحمد بن عبدة ، قال : ثنا حماد - يعني ابن زيد - قال : ثنا معبد بن هلال العنزي ، قال : انطلقنا إلى أنس بن مالك ، في زمن الثمرة ، ومعنا ثابت البناني ، لهذا الحديث ، فاستأذن ثابت ، فأذن لنا ، ودخلنا عليه ، وأجلس ثابتا معه على سريره ، أو قال ، على فراشه قال : فقلت لأصحابنا : لا تسألوه عن شيء ، إلا عن هذا الحديث ، فإنا خرجنا له ، قال ثابت : يا أبا حمزة ، إن إخوانك من أهل [ ص: 715 ] البصرة ، جاؤوك يسألونك عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشفاعة ، فقال : نعم ، حدثنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض قال : فيؤتى آدم عليه السلام فيقال : آدم ، اشفع في ذريتك قال : فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم ، فإنه خليل الله ، فيؤتى إبراهيم ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله ، فيؤتى موسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى ، فإنه روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى ، فيقول : لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فأوتى ، فأقول : أنا لها فأنطلق ، فأستأذن على ربي ، فيؤذن لي عليه ، فأقوم بين يديه ، ويلهمني محامد ، لا أقدر عليها الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر ساجدا ، فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل ، يسمع ، وسل ، تعطه ، واشفع ، تشفع فأقول : يا رب أمتي ، أمتي ، قال : فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه إما إن قال مثقال برة ، وإما إن قال : مثقال شعيرة من الإيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود ، فأحمده بتلك المحامد ، وأخر ساجدا قال : فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل : يسمع ، وسل تعطه ، واشفع ، تشفع ، فأقول : يا رب أمتي ، أمتي قال : فيقال لي : انطلق ، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة خردل ، من الإيمان ، فأخرجه من النار ، ثلاث مرات ، فأنطلق ، فأفعل ، قال معبد : فأقبلنا حتى إذا كنا بظهر الجبان ، قلت : لو ملنا إلى الحسن وهو مستخف في منزل أبي خليفة ، قال : فدخلنا عليه ، فقلنا : يا أبا سعيد ، جئنا من عند أخيك أبي حمزة وحدثناه ، حتى إذا فرغنا ، قال : ما حدثكم إلا بهذا ؟ قلنا : ما زادنا على هذا ، قال : فقال الحسن : لقد حدثني منذ عشرين سنة ، فما أدري أنسي الشيخ ، أم كره أن يحدثكم فتتكلوا ، قال : فقالوا : يا أبا سعيد ، حدثنا ، فضحك ، وقال : (خلق الإنسان عجولا) ، إني [ ص: 716 ] لم أذكره إلا وأنا أريد أن أحدثكموه ، حدثني كما حدثكم منذ عشرين سنة ثم قال : فأقوم الرابعة ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، قال : فيقال لي : ارفع رأسك ، وقل ، يسمع لك ، وسل تعط واشفع ، تشفع ، قال : فأرفع رأسي ، فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، قال : فيقال : ليس لك ذلك ، ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله " .

قال أبو بكر : ليس في هذا الخبر زنة الدينار ولا نصفه وفي آخره زيادة ذكر أدنى من مثقال حبة من خردل .

التالي السابق


الخدمات العلمية