1. الرئيسية
  2. التوحيد لابن خزيمة
  3. باب ذكر البيان أن النار إنما تأخذ من أجساد الموحدين وتصيب منهم على قدر ذنوبهم وخطاياهم وحوباتهم
صفحة جزء
4 - ( 495 ) : وحدثنا أبو موسى ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا سعيد عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن سمرة بن جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته) هذا حديث يزيد بن زريع ، لم يذكر أبو موسى الكعبين ، وقال في أحدهما : (حقويه) وقال الآخر : (حجزته) .

قال أبو بكر : قد روينا أخبارا عن النبي صلى الله عليه وسلم يحسب كثير من أهل الجهل والعناد أها خلاف هذه الأخبار التي ذكرناها مع كثرتها وصحة سندها وعدالة ناقليها في الشفاعة ، وفي إخراج بعض أهل التوحيد من النار بعدما أدخلوها بذنوبهم وخطاياهم وليست بخلاف تلك الأخبار عندنا ، بحمد الله ونعمته ، وأهل الجهل الذين ذكرتهم في هذا الفصل صنفان :

صنف : منهم الخوارج والمعتزلة ، أنكرت إخراج أحد من النار ممن يدخل النار ، وأنكرت هذه الأخبار التي ذكرناها في الشفاعة .

[ ص: 770 ] الصنف الثاني : الغالية من المرجئة التي تزعم أن النار حرمت على من قال لا إله إلا الله ، تتأول هذه الأخبار التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللفظة على خلاف تأويلها .

فأول ما نبدأ بذكر الأخبار ، بأسانيدها ، وألفاظ متونها ثم نبين معانيها بعون الله ومشيئته ، ونشرح ونوضح أنها ليست بمخالفة للأخبار التي ذكرناها في الشفاعة ، وفي إخراج من قضى الله إخراجهم من أهل التوحيد من النار .

فمنها الأخبار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل ، من إيمان) .

التالي السابق


الخدمات العلمية