1. الرئيسية
  2. التوحيد لابن خزيمة
  3. باب ذكر البيان أن النار إنما تأخذ من أجساد الموحدين وتصيب منهم على قدر ذنوبهم وخطاياهم وحوباتهم
صفحة جزء
12 - ( 501 ) : حدثنا محمد بن أبان ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : ثنا محمود بن الربيع ، عن عتبان بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لن يوافي عبد يوم القيامة وهو يقول لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ، إلا حرم على النار) قال الزهري : ثم نزلت بعد ذلك فرائض وأمور ، نرى أن الأمر انتهى إليها ، فمن استطاع أن لا يفتر فلا يفتر .

قال أبو بكر : فاسمعوا الدليل البين الواضح أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله في هذا الخبر (حرم على النار) أى حرم على النار أن تأكله ، لا أنه حرم على النار أن تؤذيه أو تمحشه أو تمسه ؛ لأن النار إذا أكلت ما يلقى فيها ، يصير المأكول نارا ، ثم رمادا ، وأهل التوحيد وإن دخلوا النار بذنوبهم وخطاياهم لا تأكلهم النار أكلا يصيرون جمرا ثم رمادا ، (بل يصيرون فحما ، كما ذكرنا في الأخبار التي قدمنا ذكرها في أبواب الشفاعات ، والشيء إذا احترق كله فصار جمرا ، بعد احتراق الجميع ، يصير بعد الجمر رمادا) لا يصير فحما ، إذا احترق احتراقا ناعما ، فافهموا هذا الفصل ، لا تغالطوا فتصدوا [ ص: 776 ] عن سواء السبيل ، وكل ما يذكر من الأخبار ، من هذا الجنس على هذا المعنى ، فافهموه .

التالي السابق


الخدمات العلمية