1. الرئيسية
  2. التوحيد لابن خزيمة
  3. باب ذكر البيان أن النار إنما تأخذ من أجساد الموحدين وتصيب منهم على قدر ذنوبهم وخطاياهم وحوباتهم
صفحة جزء
21 - ( 509 ) : فحدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الرزاق قال : ثنا معمر ، عن الزهري ، قال : حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : إني قد أنكرت بصري ، وإن السيول تحول بيني وبين مسجد قومي . ولوددت أنك جئت ، فصليت في بيتي مكانا أتخذه مسجدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أفعل إن شاء الله ، قال : فمر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر ، فاستتبعه ، فانطلق معه ، فاستأذن ، فدخل (على) فقال : وهو قائم : أين تريد أن أصلي ؟ قال : فأشرت له حيث أريد ، قال : ثم حبسته على خزير صنعناه له ، فسمع به أهل الوادي - يعني به أهل الدار - فثابوا إليه حتى امتلأ البيت ، فقال رجل : أين مالك بن الدخشم ، فقال رجل : إن ذلك رجل منافق ، لا يحب الله ولا رسوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقول ، وهو يقول لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله فقال : يا رسول الله ، أما نحن ، فنرى وجهه ، وحديثه إلى المنافقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أيضا لا تقول ، وهو يقول لا إله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ، قال : بلى ، [ ص: 783 ] يا رسول الله ، قال : فلن يوافي عبد ، يوم القيامة ، يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ، إلا حرم على النار) قال محمود : فحدثت بهذا الحديث نفرا فيهم أبو أيوب الأنصاري ، فقال : ما أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ما قلت ، قال : فآليت إن رجعت إلى عتبان بن مالك أن أسأله ، فرجعت إليه ، فوجدته شيخا كبيرا أمام قومه ، وقد ذهب بصره ، فجلست إلى جنبه ، فسألته عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثنيه أول مرة قال معمر : فكان الزهري إذا حدث بهذا الحديث ، قال : ثم نزلت فرائض وأمور ، نرى أن الأمر انتهى إليها ، فمن استطاع أن لا يفتر ، فلا يفتر . .

التالي السابق


الخدمات العلمية