1. الرئيسية
  2. التوحيد لابن خزيمة
  3. باب ذكر البيان أن النار إنما تأخذ من أجساد الموحدين وتصيب منهم على قدر ذنوبهم وخطاياهم وحوباتهم
صفحة جزء
73 - ( 543 ) : حدثنا محمد بن يحيى القطعي ، قال : ثنا زياد بن الربيع ، قال : ثنا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي الديلم ، قال : كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل ، فلما حضرته الوفاة قلنا له : رحمك الله ، إنما صحبناك ، وانقطعنا إليك واتبعناك لمثل هذا اليوم ، فحدثنا بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، ننتفع به ، قال : نعم ، وما ساعة الكذب هذه ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من مات وهو يوقن بقلبه أن الله حق ، وأن الساعة حق ، وأن الله يبعث من في القبور - قال ابن سيرين إما قال : دخل الجنة وإما قال : نجا من النار " .

لئن جاز للجهمي الاحتجاج بهذه الأخبار ، أن المرء يستحق الجنة ، بتصديق القلب بأن لا إله إلا الله وبأن الله حق ، وأن الساعة قائمة ، وأن الله يبعث من في القبور ويترك الاستدلال بما سنبينه بعد - إن شاء الله - من معنى هذه الأخبار ، لم [ ص: 825 ] يؤمن أن يحتج جاهل لا يعرف دين الله ، ولا أحكام الإسلام ، بخبر عثمان ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم ، (من علم أن الصلاة عليه حق واجب دخل الجنة) فيدعي أن جميع الإيمان : هو العلم بأن الصلاة عليه حق واجب ، وإن لم يقر بلسانه مما أمر الله بالإقرار به ، ولا صدق بقلبه بشيء مما أمر الله بالتصديق به ، ولا أطاع في شيء أمر الله به ، ولا انزجر عن شيء حرمه الله ، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أن من علم أن الصلاة عليه حق واجب دخل الجنة ، كما خبر أن من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية